لماذا يبيع عملاؤنا شركاتهم

أحد أكثر الأسئلة التي تطرح علينا باستمرار هو: لماذا يبيع عملاؤنا شركاتهم؟ ويبدو أن هناك فهم خاطئ لعملية بيع الشركة، حيث يعتقد البعض بأن الدافع وراء الإقدام على مثل هذه الخطوة هو انتشار أخبار سيئة عن الشركة، أو إشارة إلى سوء إدارة الأعمال .

في الواقع، هناك العديد من الأسباب التي تدفع بصاحب العمل إلى بيع حصته في الشركة، أو حتى الشركة بأكملها. وندرج أدناه أهم أسباب بيع الشركات بدءاً بأهمها وأكثرها شيوعاً إلى أقلها أهمية .

 

1. ضخ أسهم جديدة في الشركة

إن أبرز أسباب بيع أصحاب العمل لحصصهم هو تمويل الأعمال. ففي هذه الحالة، تستخدم الأموال لبناء مرافق جديدة، أو بغرض توظيف المزيد من الموظفين أو حملات التسويق، إلخ. وتبدو الصفقات أكثر منطقية عندما تصبح الأسهم الصغيرة أكبر من حيث القيمة المطلقة .

ومن المهم جداً التعمق في فهم هذا المبدأ، حيث يمتلك أصحاب العمل مصادر أخرى لتمويل الشركات أو “بيع الأعمال” (باستثناء بيع الشركة بشكل كامل).

 

2. التخارج الجزئي لتخفيف المخاطر (وتوزيع الأرباح)

في بعض الأحيان لا يحتاج أصحاب العمل أو رجال الأعمال إلى الكثير من التمويل للشركات، حيث أن جل اهتمامهم ينصب على بيع جزء من حصصهم بغرض زيادة رأس المال. في هذه الحالة، يبقى صاحب العمل في الطليعة بصفته رئيس العمل، سواء كانت حصته النهائية من الأغلبية أو الأقلية، وفي أي حال، فإن المستثمرين الجدد عادة ما يثقون بصاحب العمل، وقدرته على تفعيل استراتيجيتهم .

لماذا يقوم صاحب العمل بعملية “تخفيف المخاطر”؟ هل يعني ذلك أن العمل هو بحد ذاته “خطوة محفوفة بالمخاطر”؟ أو أنه عمل سيء؟ ليس بالضرورة، وحتى إن كانت تلك هي الحال، لا نحن ولا أي مستشار موثوق في عمليات الاندماج والاستحواذ سيقوم بتولي الأمر (حيث سيكون من المستحيل تنفيذه). من أفضل الممارسات لزيادة السيولة وفرص الاستثمار في أصول أخرى مختلفة عن المجال الرئيسي للشركة هو العمل في مجال مختلف، مثل العقارات، أو الأسهم العامة، أو حتى الشركات الأخرى .

ويمكن أن يكون هذا أيضاً شكلاً من أشكال تمويل الأعمال التجارية، أو تقاسم تكاليف التمويل، على سبيل المثال: إذا كان العمل مصدراً للتدفق النقدي، ولكن صاحب العمل يرغب في توسيع نطاق شركته، أو برنامج نفقات رأسمالية كبرى، ففي هذه الحالة قد يرغب المساهم مقاسمة مخاطر مثل هذا الجهد مع شركاء جدد (مثل خبراء في القطاع أو خبراء يمتلكون مهارات إدارية)، لاسيما إذا ما كان بإمكانهم تحقيق قيمة أخرى تضاف إلى جدول إنجازات الشركة .

 

3. التخارج الجزئي وتمويل نمو الشركات

ربما يمثل هذا الخيار معظم العمليات التي نعمل عليها، حيث نجلس مع أصحاب العمل ونحدد أهدافهم، بما في ذلك تقاسم المخاطر، وتمويل الأعمال التجارية، وابتكار الأساليب المثلى لزيادة رأس المال الابتدائي والثانوي، فضلاً عن اختيار المستثمرين والشركاء المثاليين من رجال الأعمال في المرحلة القادمة لعملية تطوير الشركة وتنميتها .

 

4. جلب مهارات جديدة للشركة

خلال مراحل نمو الأعمال، يدرك مؤسس العمل في مرحلة ما بأنه من الأفضل الاستثمار في أعمال تؤدي إلى زيادة النمو/المخاطر بدلاً من إدارة شركة كبيرة ذات أوضاع مستقرة. ففي بعض الأحيان تكون إدارة شركة مستقرة أكثر ملاءمة للشركات الموجودة في منطقة جغرافية واحدة، ولا تمتلك فروعاً عالمية أو إقليمية أخرى. وهناك شركات أخرى تحتاج إلى أن تتحول من شركات صغيرة ذات طابع عائلي إلى شركة ضخمة تتطلب أعداداً هائلة من الموظفين، وإنجاز كماً هائلاً من المعاملات، وقد لا يمتلك أصحاب الأعمال التجارية العائلية الخبرة الضرورية لإحداث مثل هذا التحول .

إن الإستعانة برأي المستشارين حول أفضل الممارسات تعد تجربة منطقية، ولكنها قد تكون غير منتجة في بعض الأحيان، ويمكن أن يكون جلب المستثمرين من القطاع الخاص ممن يمتلكون خبرة عريقة في هذا المجال، ويمتلكون الحماسة والدافعية لزيادة قيمة الشركة هي الوسيلة الفعالة لإحداث تغيير وتحويل الشركات من مؤسسة صغيرة إلى شركة ضخمة. ويمكن أن تكون هذه الخطوة فعالة بشكل خاص من خلال الاكتتاب العام، أو في إطار التحضير لجولة ثانية أكبر من عملية ارتفاع الأسهم .

 

5. التخارج الكلي

رغم أن هناك الكثير من الكتب والمؤلفات في الأسواق الغربية التي تتناول موضوع تحول الشركات، فلم نصادف مثل هذه المؤلفات إلا نادراً أثناء ممارستنا الأعمال في دبي. وفي الواقع، إن الدول التي نعمل فيها هي دول يافعة وناشئة، وأغلب نجاحات الأعمال تنتقل من جيل لجيل. وقد تطرقنا لموضوع يعتبر سبباً آخر لبيع أصحاب العمل شركاتهم، مثل صاحب العمل المتقاعد، وعدم وجود وريث له في العائلة.

وهذا مثال تقليدي عن بيع الشركة بشكل كامل (التخارج الكلي)، ومن المتوقع مصادفة مثل هذه الحالة بكثرة مع نمو اقتصادنا. فالأعمال الناجحة هي التي لا تعتمد على رؤية وتوجهات شخص واحد فقط، وإنما تعتمد على مجموعة من الشركاء وسط طابع مؤسسي مدروس.

اقرأ المزيد حول بيع الشركات، وتحديداً حول كيفية إنشاء قيمة للمساهمين الحاليين والجدد، في مواضيعنا التالية.

  • التاريخ

    February 21, 2015

  • المؤلّف

    زياد عواد
    الرئيس التنفيذي

  • الفئة

    الاستراتيجية

رابط المشاركة